معلومات عن الطب و الصيدلة

هذه معلومات بسيطة جمعتها عن الطب والصيدلة في الإسلام، أتمنى أن تحوز على إعجابكم وإن كان لديكم معلومات جديدة فأتمنى إضافتها.

كان للعرب في الجاهلية تجاربهم في الطب الذي يعتبر من أكثر المهن احتراما وقد أضافوا إليها ما اكتسبوا من الأمم المجاورة كالفرس والروم والهنود وغيرهم وقد انتهجوا طريقتين للعلاج هما الكهانة والعرافة .
أما في الإسلام فقد بدأ الطب يتأثر رويدا رويدا بالطب المحدث بدءا من العصر الأموي حتى علا شأنه في العصر العباسي بزيادة احتكاك العرب بالأمم الأخرى التي فتحوا بلدانها ومع تقدم الزمن ظهر نوع مما يمكن تسميته حاليا بالتخصص في تناول فروع الطب المختلفة وما يتبع ذلك من تطور في طرق العلاج وبناء المستشفيات التي كان يطلق عليها آنذاك بالبيمارستانات والتي تعد أحد المظاهر المهمة في تقدم الرعاية الطبية لدى المسلمين وقد عرف العالم الإسلامي هذه المستشفيات منذ عهد الرسول-صلى الله عليه وسلم-خاصة إبان غزوة الخندق.ويحدثنا التاريخ الإسلامي عن العديد من المستشفيات منها ما بناه الخلفاء في الدولتين الأموية والعباسية وفي القرن التاسع الميلادي أوكل السلطان عضد الدولة إلى الرازي بناء مستشفى حديث في بغداد ويلاحظ فيها من إيجابيات أنها كانت تعالج الفقراء والأغنياء وكانت نوعان متنقلة وثابتة مجهزة بالكحالين وبالأدوات والعقاقير والطعام والأطباء والصيادلة كما كانت الخدمات مجانا ،أما في الوقت الحاضر أصبحت المستشفيات منشآت مجهزة بوسائل طبية حديثة ،حيث يستخدم الأطباء والممرضون أساليب عصرية لمعالجة المرضى، وتتضمن المستشفيات في هيكلها العام مستشفى الأطفال والحالات المستعصية ووحدات الإصابات ووحدات الولادة وغرف العمليات وغيرها.
والآن هيا بنا نحلق معا ونكتشف مجالات الطب التي برع فيها المسلمون العرب حيث بلغ المسلمون العرب شأنا عظيما في الجراحة وأعمالها ،فالرازي أول من استخدم الخيوط المسماةCATGUT المصنوعة من أمعاء الحيوانات لخياطة الجروح والأنسجة تحت الجلد والزهراوي هو أول من استعمل السنانير لاستئصال الزوائد اللحمية من الأنف ، و أشار الأطباء العرب إلى عملية تفتيت الحصى في المثانة .وفي طب الأسنان ومعالجتها بلغوا درجة عالية من الإتقان في جراحة الفم وعمليات الأسنان من حفر وحشو وخلع وتركيب جسور وغيرها واهتموا أيضا بالعين وأمراضها حيث قاموا بدراسة حالة العين وتشريحها ودرسوا أمراضها وعرفوا علاجها عن طريق الأدوية ،وكانوا على معرفة كبيرة في طب الأطفال وكان لهم أبحاث وافية في علم الأجنة والأمراض الوراثية والمواليد وغيرها، ولن ننسى طب الأعشاب الذي برع فيه العلماء المسلمين حيث كانوا يستخدمون الأعشاب في علاج الأمراض ولكن لن نستطيع الحديث عن علم الأعشاب دون التطرق إلى علم الصيدلة الحقل الذي سما به المسلمون في العصور الوسطى حيث أوصلتهم دراساتهم القائمة على التجريب إلى معرفة الكثير من الأدوية المفردة والمركبة حيوانية كانت أو نباتية ،ولقد اهتدوا عن طريق إتقان تحضير الأدوية إلى معرفة القوى الكامنة فيها والاستفادة منها ووضعوا تجاربهم ونتائجهم في كتب خاصة بعلم (الأقرباذين) وهو علم الأدوية المركبة وأذكر لكم أن علم الصيدلة لم يكن مستقلا عن الطب حتى أتى الرازي وقام بفصل الطب عن الصيدلة ولقد نجح الأطباء المسلمون في تركيب مستحضرات طبية كثيرة وساعدهم بذلك نبوغهم في علم الكيمياء ومن هذه المستحضرات المعاجين المختلفة والمراهم والمساحيق واللزوق والدهانات كما اخترعوا الكحول والمستحلبات وغيرها ،حيث استخدم الرازي الزئبق في تركيب المراهم لأول مرة كما أن الأطباء المسلمون هم أول من وصف بذور شجرة البن لعلاج القلب ووصفوا الكافور لإنعاش القلب كما توصلوا إلى عمل الترياقات التي يمكن تركيبها من عشرات أو أحيانا المئات من العقاقير وأحسنوا تركيب الأفيون والزئبق واستخدموا الحشيش وغيرها في التخدير.
ونستنتج مما سبق أن للعلاج قديما دورا مهما في معالجة الأمراض ومن العلاجات المستخدمة قديما عصير الأثمار الغضة أو مغلي الثمار المجففة لمعالجة التقرحات السطحية في الفم واللسان ولقد عالجوا الشلل والنزيف بالأدوية المبردة والماء البارد وفي مرة شكا بعض الناس حساسية ضد الأدوية فقام الرازي بتغليف حبات الدواء المرة بغلاف من السكر ومزج بعضا منها بعصير الفاكهة وغلف ابن سينا أدوية القلب بغلاف من الذهب أو الفضة وقاموا أيضا باستخدام الخميرة المعتقة ضد التقيح ولمعالجة الجروح وكانت هناك علاجات قديمة أخرى منها الحجامة ولقد عرف قديما وهو قطع النزف بالمحاجم ولها عدة أشكال مختلفة وأيضا الكي والأداته الكاوية التي تشبه السكين معوجة النصل والتي تستخدم لعلاج الأورام في الأرجل والفخذين والساقين ولقد رأى الطب الحديث أنها مفيدة وقادرة على علاج الكثير من الأمراض في هذا العصر فلقد وجدوا أن حبة البركة وكما أخبرنا عنها الرازي وعن قوتها لها القدرة على تقوية الجهاز المناعي ومقاومة الأمراض التي تصيب الجهاز التنفسي ولقد أثنى الطب الحديث كذلك على العلاجات القديمة واعتبرها النواة الأولى لتطور الطب والصيدلة في العصر الحالي ولقد اعتبرت الأدوية والجراحات لآلاف السنين من الطرق الرئيسية في علاج المرض في هذا العصر .
والآن لنتعرف على بعض رواد الصيدلة والطب ومنهم الرازي الذي يعد أكبر أطباء العرب مارس مهنته في بغداد كان ملاحظا دقيقا وصف الكثير من الأمراض كالجدري والحصبة وكان يجرب العقاقير على لحيوانات قبل إعطائها للمرضى وكان يختار بعناية مكان المستشفيات التي لم تكن مجرد ملاجئ وإنما مصمم بدقة متناهية النظافة .
الزهراوي ولد بقرطبة ومارس فيها طوال حياته مهنة الطب ،كان جراحا ماهرا أعطى لعلم الجراحة أبعاده المستقبلية وصف قرابة المائة آلة للقيام بالعمليات الجراحية التي لم يكن يتوفر لها آنذاك بطبيعة الحال الكسب الهائل سيغير معطياتها : التبنيج.
أبو محمد البيطار أكثر علماء النبات من المسلمين إنتاجا وأدقهم في فحص النباتات ألف كتب كثيرة منها (الجامع لمفردات الأدوية والأغذية )وكان من أوسع وأهم كتب الصيدلة وعلم النبات حتى القرن السادس عشر وذكر حوالي 1500 صنف من الأدوية في هذا الكتاب.
وأخيرا أبو الريحان البيروني من خوارزم وقد كتب عددا كبيرا من المؤلفات وأهمها (الصيدنه)وهو في علم الصيدلة حيث حدثنا فيه عن الأدوية والعقاقير وطرق الاستفادة منها .
وفي الختام قد وضعنا بين أيديكم نبذة مبسطة عن الطب والصيدلة عند المسلمين وأهم روادها ورأي الطب الحديث فيها .

شكرا لك

جزاك الله خيرا على الموضوع الطيب