من المعارك التاريخية في الإسلام 1- بدر الكبرى (1)

بعد أن هاجر النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى المدينة واستقروا هناك أصبحت قريش تخاف على قوافلهم الذاهبة إلى الشام واليمن لأنهم يمرون في طريقهم قرب المدينة وفي إحدى المرات إنطلق أبو سفيان بن حرب قبل إسلامه بالقافلة وفي طريق عودته علم النبي صلى الله عليه وسلم بأمرها فخرج لملاقات القافلة ولم يكن يعلم أنها ستتحول إلى ملحمة من الملاحم فخرج صلوات ربي وسلامه عليه في 314 صحابيا من أصحابه فبلغ خروج النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى أبي سفيان فأرسل ضمضم إلى قريش ليحذرهم فخرجو في ألف مقاتل لحماية قافلتهم ولكن أبا سفيان غير طريقها فنجا بالقافلة فأرسل إليهم بالرجوع إلى مكة فرفضوا وفي مقدمتهم أبي جهل فانطلقو سائرين إلى بدر علم النبي صلى الله عليه وسلم بأمر خروج قريش من مكة وهم ألف رجل فاستشار أصحابه فأشاروا عليه بأن يذهب حيث ما يريد وأنهم سيتبعونه حيث ذهب إنطلق النبي صلى الله عليه وسلم بأصحابه إلى بدر وهم أقل عددا وعتادا كان مع المسلمين فارسا واحدا فقط وهو المقداد بن عمرو رضي الله عنه أول فارس في الإسلام بينما كان مع المشركين 200 فارس والتقوا في بدر فبدأت بالمبارزة فخرج عتبة بن ربيعة ومعه ابنه الوليد بن عتبة وأخوه شيبة بن ربيعة فخرج إليهم ثلاثة من الأنصار فردوهم قائلين : أخرجو إلينا نظراءنا من قومنا فخرج إليهم ثلاثة من أسود الإسلام وهم حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه فقتل الوليد وخرج علي ابن أبي طالب رضي الله عنه فقتل شيبة وخرج أبو عبيدة ابن الحارث فجرح هو عتبة وجرحه عتبة فقتل عتبة واستشهد أبو عبيدة رضي الله عنه ثم تقابل الفئتان ودارت رحى معركة ضارية والنبي صلى الله عليه وسلم في العريش مع صاحبه أبو بكر رضي الله عنه يدعو ربه بأن ينصرهم على المشركين ورمى التراب في وجوههم وقال : سيهزم الجمع ويولون الدبر.
فأنزل الله الملائكة فساندت المسلمين ودارت الدائرة على المشركين واقتتلو قتالا شديدا حتى انهزموا وقتل منهم سادتهم وأشرافهم ومنهم أبو جهل. قال عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه بينا أنا واقف إذ بشابين أمامي لم يكونا تجاوزا السادسة عشرة من العمر فقالا : يا عم أين أبو جهل؟ فقلت لهم وماذا تريدون منه؟ فقالا : سمعنا أنه كان يسب الله ورسوله فوالله لا نجونا إن نجا. وهكذا كان شباب الأمة قديما صغار في السن ولكنهم أرجل من الرجال في المعارك كانوا يتحولون أسودا لا يقف في وجههم أحدا. نكمل يقول ابن عوف رضي الله عنه فأخبرتهما مكانه فانطلقا إليه كالصقر فضرباه وأوقعاه أرضا وهما إخوان معاذ ومعوذ ابن عفراء رضي الله عنهما فأجهز عليه ابن مسعود رضي الله فيما بعد وقتل بلال بن رباح رضي الله عنه سيده في الجاهلية أمية بن خلف وقتل في ذلك اليوم الكثير من سادة قريش وانتهت المعركة بهزيمة ساحقة للمشركين فقتل منهم سبعين رجلا وأسر سبعين آخرون بينما استشهد من المسلمين 14 رجلا وانتهت بذلك أولى المواجهات الحاسمة في التاريخ بين المسلمين وكفار قريش بانتصار المسلمين، ومن نتائج هذه المعركة
1- انتصار المسلمين
2- ارتفاع معنويات المسلمين
3- زيادة قوتهم وهيبتهم في صدور أعدائهم
ورجع المسلمين إلى المدينة معززين منصورين فياليت تلك الأيام تعود يوما لتعيد معها مجد الإسلام نسأل الله تعالى أن يوفقنا إلى كل خير وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.